عبور

عبور
الصورة لسارة بينيو

الثلاثاء، سبتمبر 29، 2015

يوغا ١

الصباح وحدي
سكون العالم
صوت الأنفاس مع صلاة الشمس
تدحرج قطرات العرق المقدس مع كل وضعية جديدة
تحدي الخوف
دحر الكسل
خوض الصعاب
إيمان بالنفس
رؤية أخرى لقوة الجسد
احتفاء بقوة الروح
إدراك للقدرة الذاتية على تخطي الألم والمسافة والسلبية والقلق والوحدة
***
أوم.. شانتي شانتي شانتي
أوم.. سلام سلام سلام

الاثنين، سبتمبر 07، 2015

صراع من نوع نادر وعميق وحقيقي وأبله

عندي صراع
صراع من نوع نادر وعميق وحقيقي وأبله
من النوع المثير للقلق والغضب والضحك والحزن والسخرية والابتذال
عندي صراع إنساني جداً أو شيئي جداً مع الدفاتر/الكراسات/الأجندات/النوت بوكس
أعرف الدفاتر التي تصرعني من أول نظرة ولمسة
أحبها ناعمة ملساء، بلون سكري، بدون خطوط
أغلب هذه الدفاتر تكون باهظة الثمن، وهذا مصدر آخر للسخرية
لكن الصراع لا يدور غالباً حول إيجاد الدفتر/الدفاتر التي أحبها
الأزمة تكمن في توزيع أفكاري واحتياجاتي على كل هذه الدفاتر التي أهوى
الصراع يبدأ مع كل فكرة، حيث تقف على باب عقلي لثوان، أو لدقائق، وربما لساعات، وأحياناً لأيام قبل أن أحسم الجدل الدائر حول مستقرها النهائي في أي دفتر
أو أن أفقدها في الزحام

جربت أن أحمل دفتراً واحداً لكل شيء. لأرقام الهواتف، وملاحظات الطريق، ونقاط الاجتماعات، وأسماء الأغاني الجديدة التي أسمعها. لوصفات الأكل، لأفكاري الهائمة، لرسوماتي، وأيضاً لمذكراتي المتفرقة، وخطاباتي الخاصة مع نفسي الحنونة منها والموبخة والشاكية
لكن في الأمر شيء ما يبعث على الخوف، أن أزرع عالمي كله في دفتر واحد، وكل مرة ينتهي فيها دفتر جامع، أسأل نفسي ترى ما هو الحجم المناسب للدفتر الجديد، وما هو الغلاف المناسب لشيء سيتنقل معي في كل مكان، وكيف أسترجع معلومة ما حول أي شيء من أي دفتر؟ الدفاتر عادة ما اتخذت ترقيماً وتاريخاً للبدء وللانتهاء، لكن هل يكفي ذلك لأستخرج اسم شخص تعرفت عليه أو أغنية استمعت لها في مقهى أحد أيام السنة الماضية؟

حسناً جربت العكس. حملت أجندة مواعيد، دفتر ملاحظات صغير، دفتر مذكرات يومية أكبر، دفتراً خاصا بكل ما أخوضه أثناء رحلتي في استكشاف نفسي، ودفتراً آخر للعمل. ياللضياع!
أجندة المواعيد شبه فارغة، أسجل فيها الحدث بعد وقوعه.. 
دفتر ملاحظاتي الصغير ملتبس الهوية، لا أعرف ما الذي يجب تدوينه فيه
لست واثقة بخصوص نوع المذكرات التي أكتبها، ولا أتمكن من حمل دفتر مذكراتي إلى كل مكان لكبر حجمه ومصائب محتواه
الدفتر الذي أستخدمه في التحليل النفسي معي دائما إلا أنني أنسى التدوين فيه أو أشك في أنه الوجهة الأمثل لتدوين بعض الأفكار
ودفتر العمل أزوره بشكل نادر..
ومع كل هؤلاء، فكرت باقتناء دفتر صغير جداً لأدون فيه كلمة واحدة أو اسم أغنية واحدة أو شيء ما واحد أنا ممتنة تجاهه كل ليلة مع التاريخ
لكنني كبحت رغبتي في آخر لحظة، هكذا سيصل عددهم إلى ٦ دفاتر أتصارع على حملهم بشكل يومي معي

هذه قصتي كما أخبرها
وكما أقول لكم
صراع حقيقي فعلا مع دفاتري، والدفاتر الأخرى على رفوف المحلات
صراعي مع عقلي، وأفكاره وتنوعها 
صراعي مع التصنيف والذاكرة والاستعادة
كل دفتر هو مسؤولية جديدة، علي الاعتناء بها ومتابعتها
كل فكرة هي مسؤولية جديدة، لأحتفظ بها علي تدوينها في المكان الصحيح واسترجاعها في وقت ما
هذا الصراع وتفكيري به يتسبب في توقيف عدد لا بأس به من الدقائق في حياتي اليومية
هذا الشلل أمام الصفحات، والارتباك أمام الأفكار، والجهل بتوابعها وتوابع تدوينها، أو بفائدة تدوينها حتى
أشعر باضطراب حقيقي تجاه الصفحات التي لا أعرف أن أملأها بالكلام
تجاه تواريخ الأيام التي تسربت من أجندة المواعيد
تجاه مذكرات بعض الأيام التي اخترت أن لا أكتبها أو تكاسلت عنها على عكس غيرها
تجاه فقداني القدرة على الإمساك بأيامي، وبالزمن حولي، وبالأفكار المتدفقة مني وإلي

هذا هو الصراع الذي جاءني مسّ الكتابة عنه عندما خطرت ببالي فكرة وعطلت لمدة دقائق لأنني نسيت أن أحمل الدفتر المخصص لها عندما خرجت من المنزل هذا الصباح

هذا هو الصراع الذي هو جزء من جنوني في هذه الجولة من الحياة


السبت، يونيو 06، 2015

٣٠ ثلاثون 30


أجلس في السرير تحت غطاء صيفي خفيف
أرتدي ثوب نوم جديد
أظافر قطي الصغير المشاغب تغرز في ذراعي
تذكرني بالوقت

أقل من ثلاثين ساعة متبقية
بانقضائها سأبلغ الثلاثين 
في القاهرة
وسط حبيب وأصدقاء أقرباء
وبعيداً عن أحباء
في المدن الكثيرة التي عشت وزرت

أستمع لتسجيل صوتيّ قديم
على شريط كاسيت حولته أمي لـ"تراك"
الصوت الطفل يقول: "أنا سوسو الحبّابة"
أغمض عينيّ لثانية
سأصير ثلاثين سنة كاملة
"أنا سوسو الحبّابة"

أتساءل منذ أشهر بصوت منخفض أحياناً
ومرتفع جداً أحياناً أخرى
عم سأفعله بهذه المناسبة!
عم ينتظرني يومها؟ أو بعدها؟
وبمجرد التساؤل
-بمعدل مرة كل يومين أو ثلاثة على الأقل-
أدخل رحلة بصرية وسمعية لا تصدق
من الأحداث التي عشتها في السنوات العشر الماضية
-أضحك على "لا تُصدّق"
لكنني بالفعل غير مصدقة
بأنني هنا، نفسي التي كنت هناك وهناك وهناك
مع ذاك وذاك وأولئك-

يكرّ الشريط أمامي، كـ"نيجاتيف" صور قديمة
أتخرج من الجامعة، أعود لغزة
ثم أسافر لدبي
أتزوج، ثم أسافر لشيكاغو
أفارق، ثم أعود إلى بيروت، ثم أرتد إلى القاهرة
أحب وأغامر وأحب 
أسافر وأسافر وأسافر
أصنع أصدقاء من المجانين والحالمين
أستجمع شجاعتي بعد كل وعكة لأرمم نفسي بكل الطرق الممكنة
أقفز بين كل عمل والآخر، ومهمة وأخرى
بمزاجية خاصة، وجناحين قويين
من الأبحاث الميدانية الاقتصادية إلى كتابة المقالات التجارية
إلى صدفة الترجمة والتدقيق، ومغامرة الأنروا والسياسات الصحية
وإدارة الحملات الافتراضية إلى إدارة مساحة مجتمعية
ثم أتنبه لغرزة ظفر في جلدي فأستفيق من الذاكرة

على أعتاب الثلاثين
أقل من ثلاثين ساعة متبقية
أربي القطط
وبي لهفة لتربية الأطفال
أعرف الفرح
كما أعرف الحزن
أقبل الفرح
كما أقبل الحزن
ممتنة لمن تمسكوا جيداً خلال الرحلة
فظلوا معي
ولست حزينة على من أفلتوا بحبال الوصل
لضعف سواعدهم
أقترب من الروح
أستمع أكثر للجسد
أستكشف اللطف مع النفس
أعترف بنفسي، أقبلني أكثر
وأكتب بملحمية كما اعتدت
وربما كما سأظل دائماً