عبور

عبور
الصورة لسارة بينيو

الجمعة، سبتمبر 28، 2012

أبقى أنا واقفةً، محاولةً، محاولةً مرة أخرى


غرفتي تعيث فيها الفوضى مؤخرًا
النبتة التي اقتنيتها ذبحها العفن
أكياس كثيرةٌ على الأرض تحكي عن تنقلات كثيرة
حقائب يد متناثرة، بعضها على الأرض وبعضها متكئ على حقيبة سفر كبيرة. وهذه تحكي عن ماذا؟ القلق؟ الحيرة؟ السفر؟

وحدها الملصقات والبطاقات البريدية والصور التي علقتها على الحائط وباب خزانة الثياب الكبيرة لم تتحرك.
حتى سريري وتسريحتي بمرآتها قد تزحزحا بضعة سنتيمترات لليمين أو الشمال. لكن موضع نومي على هذا السرير لم يتزحزح.

هذه الغرفة الكبريتية هي بيروت الخاصة بي. هنا أطلقت فيّ بيروت حرّياتها المزعومة، وهنا بثّت فيّ لعناتها السليطة، وهنا أعادت ثَقب القلب مرة بعد مرة كلما تعافى. وهنا، داخل هذه الألوان المحترقة، لقنتني بيروت حكمة البكاء.
عامٌ كامل في بيروت أصحو فيه كل يوم حوالي السادسة صباحًا لأتصارع مع الشارع وسيارات السرفيس حتى أصل لمكتبي الرمادي في السابعة والنصف.
العام يبقى بما طبعه علي من علامات وألوان، الغرفة تبقى، ويذهب المكتب الرمادي، يغوص وراء الشمس. أحتفظ به في قارورة، محلولاً مركّزًا عن تجربة. جرعة احتياطية ربما أحتاجها في حادثٍ مستقبلي.

وأبقى أنا.
أبقى واقفةً، محاوِلةً، محاوِلةً مرةً أخرى، متصدّيةً للموجة العامة التي يركبها الكثيرون ممّن استسلموا.

العام يوصد بابه على ذكرى. القلب يفتح بابه للبدايات الجديدة.

أنا البدايات الجديدة، وموطني أنا.

فرح برقاوي

الأحد، سبتمبر 16، 2012

أسمّيها نجمة أيلول

هذه الديمة 
بالأبيض تتبختر
لحبيبٍ
هذه الديمة أعرفها
أذكرها طفلة
تتبختر في يوم المدرسة الأول
أرى ضحكتها
قصة شعرها
حقيبتها تحملها 
تحلم

كبرت ديمة 
وبقيت في أيلول
تفتتح الدنيا وتبتسم
كبرت ديمة
ولا زالت تتبختر نحو الباب
لعوالم أخرى
تسبرها في أيلول
ديمة الطفلة 
ديمة المرأة 
أسمّيها نجمة أيلول

فرح برقاوي

* لابنة خالتي  ديمة اللبابيدي