عبور

عبور
الصورة لسارة بينيو

الاثنين، أبريل 23، 2012

حدثَ في بارٍ راقٍ ببيروت


كأسُ نبيذٍ أبيض. كأسُ كريستالٍ على طاولة خشبيةٍ بشكل مثلّث ولون برتقالي، وأجسادٌ تتمايل وحبيبان سابقان يتبادلان الأخبار الحقيقية والأخبار الزائفة، المجاملات والبسمات.

موريس يميل بجسده هو الآخر فوق لوحته الإلكترونية التي تومض بألوان كافية. أحمر أزرق، أزرق أحمر. وفي داخلي وخزةٌ ما، عفريتٌ يقول لي: تمايلي أمام هذا الحشد، بُوحِي بكلّك وهِبي نفْسَك لهذا اللحن، لهذا التخبّط الإلكتروني داخل بارٍ راقٍ في وسط مدينتِكِ الجديدة، بيروت.

حرارةُ الجسدِ تتصاعد وأفكّرُ: هل هو النبيذ الصيفيّ الشفّاف أم الموسيقى أم تلك اللوحة البيضاوية الإطار المعلّقة على الجدار المواجه لي- رجلٌ راكبٌ جملاً، ممسكٌ بلجامه ويحثه على الانطلاق؟ - لوحةٌ تبدو مضحكةً في هذا البار الراقي الذي تعمل سلّة المهملات فيه بالكهرباء، فينفتح غطاؤها من المنتصف عن داخلها حين تقترب يدك لترمي.

حبيبان سابقان يغامران باكتشاف جديد الآخر بعد غياب. وفتاةٌ صبيةٌ تقف في الخلفية تشكّ بجمال جسدها الصاخب بالحياة والحب الرقيق، وأنا. كلنا مسخّرون لحب هذا الفضاء الذي يصنعه موريس بأصابعه وقلبه. كلٌّ منا يبوح برغباته على طريقته.

وأنا؟ أكتب. وحين سأنتهي أعدُ نفسي بأني سأرقص. سأتمايل بلوعة جسدي في غياب الحبيب.

كأس نبيذٍ أبيض/كأس كريستال على طاولة خشبية مثلثة برتقالية الوجه، وشمعةٌ تتلاعب بالضوء، وجهازا محمولٍ، وكأس مارتيني لأحدهم، ومحفظة أقلام، وقلمٌ أزرق في يدي، ودفترٌ شوّاق للحرف، وأنا. أجسادٌ تتمايل، كلّنا، في بارٍ راقٍ، في وسط مدينتنا، بيروت.

فرح برقاوي
(موريس/ بار مومو)

الجمعة، أبريل 06، 2012