عبور

عبور
الصورة لسارة بينيو

السبت، مايو 24، 2014

تصالُح

الصفحة الأخيرة في دفتري
وصوت غسالةٍ أوتوماتيكية في مرحلة العصر
وكوب الحليب الساخن اليومي منذ الطفولة
وصوت ورشة ميكانيكا مجاورة
ومرايا كثيرةٌ لا أرى فيها غير نصف رأسي
ورائحة شعري المتهالكة بين الليمون والدخان
أراقبهم
في النهار الجديد بعد العاصفة

هذا هو انقضاءُ الأمر إذن
هذه هي الدموعُ الساخنة
هذا هو الصدقُ والتصديق
هذا هو احتراقُ جميع المصابيح داخل نجفةٍ كبيرةٍ متفرعة
هذا هو الباب يقفل جيداً
الأسئلةُ، الأحاديثُ، الاستشاراتُ،
المغامراتُ، التجاربُ
هذه تتوقف أيضاً

والحاراتُ الضيقة، الطرقُ الفرعية تُسَدُّ
ومعها تتعطل الدرّاجاتُ النارية المناورة في القلب

هذا هو الكلامُ يغصّ،
يتنحى
ها هو الصمتُ يفترش المكان ليبقى

ها هو الصبرُ يقول:
جاء دوري
خُذيني وصدّقي فيّ

ها هو الصبحُ يُحركني
لأفتح أزرار قميصي وأقتلع الأشواك المغروزة أسفله،
واحدةً واحدةً
شوكةً كل يوم.

ها أنذا أتصالحُ
ألتقطُ صورةً لهلاكي كي
أذكره جيداً عند الامتحانات الصعبة القادمة
أتصالحُ مع أنها  لا بد ستأتي مجدداً
أضحك على مواساة الموت بـ:
"انشالله آخر الأحزان"

أشربُ الماء بكثرةٍ،
فتدريبُ الصبر معطشٌ

آكلُ على قدر حاجتي فقط
أمشي على قياس خطوتي فقط
أنامُ وأتركُ للصبح أمر صحوي

وأصحو بالفعل
وأتفاجئُ بالحياة
وأبتسم لأنني لا زلت واقفةً أحاول