عبور

عبور
الصورة لسارة بينيو

الجمعة، أغسطس 15، 2014

تذكار على هامش رابعة وحظر التجول

مرت سنة

منذ عام كنت على طائرة عائدة من نيويورك إلى القاهرة مرورا بأبوظبي. كنت أسمع الأخبار بشكل متقطع دون إدراك حقيقي - كما كثيرين - لما ستؤول له الحال، عرفت عن ما يشبه مذبحة

كنت مشتاقة وملهوفة وقلقة، وكان هناك حبيب بانتظاري، ينتظر أخبارا عن قرار حظر التجول، يجري بعض الاتصالات، يرسل لي بأنه سيكون بانتظاري في المطار وألا أقلق، سنتصرف معا.

ذهب في الثامنة مساء، خرق الحظر دون أن يدري فقد وصلته معلومة خاطئة بأن الحظر في التاسعة لا في السابعة. تعرض للخطر دون أن يعلم وكان هناك. انتظرني حتى الثانية وأربعين دقيقة صباحا. وكان هناك.

حاولنا أن نذهب للبيت فورا، لم نجد إلا سائقا واحدا راض بأن يخرق الحظر في أول أيامه، لكنني أفسدت الفرصة حين استشطت غضبا لجشعه. كان يزعجه كيف أتحول لوحش متخبط في لحظات.

عدنا لصالة المطار، جلسنا متلاصقين، مشتاقين، من حولنا أشخاص متعبون متفرجون. وللساعات اللاحقة، شاهدنا سوية Sense and Sensibility
يدانا متعانقتان حتى الصباح.

في السابعة صباحا، انقشع الحظر وعاد الأمل بالحركة نحو البيت. ركبنا مع سائق تاكسي جشع أيضا. لم أستشط غضبا. استسلمت لشمس أغسطس في الصباح الباكر ولفكرة البيت. وذرعنا شوارع القاهرة الباكية المدمية نحو الزمالك.

مرت سنة، لوحدي اليوم خارج القاهرة الباكية المدمية
لم يتغير شيء قط.
الذاكرة حية كأنه الأمس.
مرت سنة.
تغير كل شيء.
لا أحد ينتظر في مطار القاهرة.
لكنني قادرة على الذهاب إلى المنزل بنفسي،
فلم يعد هناك أي حظر للتجول.

ليست هناك تعليقات: