علي الجلاوي/ شاعر بحراني
لم أنتقِ جسدي
ولم أعطِ لهُ اسمي
لمْ أكنْ هذا أنا
أنا من سقطتُ عن الكلامِ على يدي زمني
ولم ترفعْ عن الدمِ ثوبها
أمي
تخبئُ في ثيابي حزنها
وتديرُ ظهرَ النهرِ عن بستانِ أغنيتي
تحطّ حمامتانِ على ضفيرتها
وتسحبُ ثوبها من تحتِ قافيتي
تقلِّمُ دهشتي
تمشي
فتمشي خلفها الغيماتُ
تحنو تنحني
وتلمُ عن أطرافِ موقدها خيوطَ قصيدتي
أمي تعلّقُ دفتري في صمتها
وتعيدُ ربطّ الدربِ في قدمي
تقولُ – يجيءُ كل بنفسجِ الجيرانِ –
يا ولدي انتبهْ.
في جيبكَ اليسرى بلابل تمرنا
فإذا ارتبكتْ فقلْ :
أعوذُ بنخلةٍ ترتاحُ في لغتي
***
لم أنتقِ زمني
ولم أشرح بقيّةَ درسنا للحقلِ
كان مدرباً
يمضي إلى أحلامنا .. / قلمي انكسرْ
أمي ستعرفُ أن فوق يدي
وأن قصيدةً تنمو على جسدي
ستعرفُ أن عصفوراً بصوتي قد تغيّبَ عن بلاغتهِ
وفي وجهي قناديلٌ من العنّابِ أزهرْ
أن طفلةَ جارةٍ دخلتْ إلى حلمي
ولم يسع الندى
أن يعطني وقتاً أرتبُّ في ارتباكي لذتي
وأردَّ بعضَ قصيدتي عن صدرها
قلبي ..
إذا نشرت غسيلَ قميصها .. بالنهدِ
ضاع الدرسُ
والصفُّ الصباحيُ الملبدِ بالنعاسِ
وصارَ زرُ قميصهٍ أخضرْ
تقولُ
– يجلسُ موج هذا البحرِ عند كلامها –
ولدي انتبهْ.
في جيبكَ اليمنى سينفضُ عن جناحيهِ الندى
عصفور بللهُ غدي
فإذا خجلتَ فقلْ:
أعوذُ بطفلةٍ تندسُّ في شفتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق