كنت أرغب بأن أكتب: مع السلامة أيتها الصعبة القاسية
كم كنت أرغب في ذلك، أملاً في الأسهل الحنون
لكنني فكرت في السنوات الماضية
أخذت أبحث عن السهل الحنون مقابل الصعب القاسي، ولم أجد شيئاً في جعبة الذاكرة
فكرت بأن العالم لا يتغير حقاً في عمرنا القصير.
كالطرقات الوعرة، كالجبال التي تثلج كل سنة وتمنحنا المياه الباردة في الصيف، كطعم الفاكهة، كمجمل قصص الحب والأيام الأخيرة للموشكين على الموت، كالحروب التي لا تنتهي، العالم لا يتغير -لهذه الدرجة- في عمرنا القصير.
فقط نصبح أكثر خبرةً في عبور الممرات الضيقة، وأكثر معرفةً بالحفر والتضاريس داخل الطرق التي تعثرنا فيها سابقاً، فيصبح الصعب القاسي القديم، ذلك الذي أبكانا وأدمانا، يصبح سهلاً حنوناً في المرات التالية.
ولأننا محظوظون، من بقي منا على قيد الحياة على الأقل، ولأننا منكوبون بنفس القدر، هناك طرق جديدة تنفتح أمامنا كل عام. طرق لا نعرفها ولا نفهمها بعد، طرقً لم تتدرب أرجلنا على السير فيها.
ولأننا بشريون، نفضّل اليقين على المجهول، سنظنّ بأن الجديد القاسي صعب، حتى نقع منهارين ثم نقوم، ثم نلعن الساعة، ثم نصبر، ثم نعرف، ثم نصير خبراء ثانية في الطريق الجديد.
سنحب أن نزايد على الصعوبة والقسوة، سنحب أن نبحث في الماضي عن سنة أصعب أو أسهل لنخفف على أنفسنا عبء التحدي الجديد؛ الخوف الجديد والتخبط الشديد الذي يرافقه، أو لنمنطق عدم شعورنا بنفس الصعوبة في إحدى التجارب. لكننا إن نظرنا حقاً سنجد السهل والصعب وجهان لعملة واحدة تفرقهما الخبرة والتجربة.
أود أن أقول، وداعاً أيتها الصعبة أملاً في السهل الحنون
لكنني أتذكر أنني محظوظة بالحياة وبالتجربة وبعض النجاح وبعض الفشل
وأفكر بأن الجديد صعب أحياناً، لكنني لا أريد أن تحرمني الحياة من الجديد
كل عام وإحنا بنوقع ونقوم، وحوالين بعض في الصعب والسهل، في الحل والترحال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق