الدموع
على الخدين ساخنة كمنقوشة تشتهيها ربما
في
لحظات الهدوء
لحظات
الألم الصميم
الدمعة
الأولى تكسر الصمت
تنحدر
ببطء على أحد الخدين وقد تستمر في الانحدار
حتى تبلل أول الرقبة
قبل
أن تتلوها واحدة أخرى
المسافة
التي تقطعها الدمعة يحددها حجم القطرة
وقدرتها على الانحدار إضافة إلى كيفية
تموضع الرأس في تلك اللحظة
الدموع
على الخدين تذكرك بحضن أمك الدافئ؟
أو
أن الشوق لحضنها الدافئ يستدعي دموعًا
دافئة بنفس القدر؟
أو
أن إدراكك أن الحضن الدافئ لم يعد الحل هو
ما يعتصرك؟
دعنا منك
دعنا منك
***
الدموع
لا تكتفي بالانحدار على الوجه
بل
تلتصق به وتحفر مسارها حتى المستقر الأخير
حينها،
هناك خياران اثنان:
الاستمرار
في البكاء، استدعاء المزيد من الحزن الشاق
على الروح، ومعه الاستمرار في ترطيب
الخدين والوجه بدموع طازجة ساخنة حتى
تستنفذ طاقتنا، نصاب بالصداع، تسيل أنوفنا
أو تسرح أرواحنا في مكان آخر أو نسقط في
غفوة.
الخيار
الآخر هو كتمان لحظة الأسى باستدعاء مهمة
ما، غسل الوجه على عجالة، والانهماك في
الابتعاد عن تلك اللحظة حتى نصطدم بها
ثانية أثناء الدوران حول أنفسنا وعندها
نكون أمام خيارين آخرين: السقوط
مرة أخرى أو الاستمرار في الدوران.
هذا
الخيار يليق مثلاً بالحادثة اليومية عندما تصحو
كل صباح وتسأل نفسك عن مكانك، تطارد كل
أسماء المدن التي تليق بالإجابة وكل
خيالات الغرف والمنازل التي قد تكون بيتك
وتعود لصورتك في تلك اللحظة فتجد نفسك مع
دمعة ساخنة في اللاشيء.
أما
أمثالي، من أصبحت الدموع زائرهم اليومي
صباحًا مساءً فقد لا تنطبق عليهم الخيارات
أعلاه رغم اقترابهم من الخيار
الثاني، أو أنهم لفرط اعتيادهم عليها
أصبحت ضمن نظامهم اليومي الحيوي بين الأكل
والنوم والبول والخراء.
فرح برقاوي
القاهرة
الثلاثاء ٢٨ - ٥ - ٢٠١٣