عن الحفر والديتوكس والذاكرة

الحفر يزداد عمقا وضجيجا على قمة الهضبة
حساسية الخريف تتوحش يوما بعد يوم
النوم يزداد تقطعا ويقل معنى
ننتظر ولادة طفل جديد في المبنى
القط الصغير يلاحق الذبابات التي تسربت من النافذة

الذاكرة حية أكثر من أي وقت مضى
الكائنات تنهش في الداخل
الذاكرة قاسية أكثر من أي وقت مضى
تنهش تنهش
الحرب على الخوف غدت متعبة
جسدي يريد بعض الصفاء
خضار وفاكهة إذن
دون نبيذ، دون قهوة
دون خبز، دون جبنة
والذاكرة؟ كيف أصفي جسدي من وقع الذاكرة؟
كيف وهي لم تعد مرتبطة بشخص أو مكان
غدت ذاكرتي أنا دون شركاء
غدت صوتي، حركتي، فكرتي عن الدنيا

تقول الحكمة بأن أعيش ذاكرة جديدة
تعيد تعريفي من جديد
تعيد صياغة الممكن واللاممكن لي
المقبول واللامقبول
تسائل المسلمات القديمة وتكسرها دون انتظار لأن تتفتت وحدها
لكن هل ستكون أقل درامية؟
هل ستكون أكثر بساطة؟
هل تصلح ذاكرة أقل ثقلا لتفتت ذاكرتي المستوطِنة؟
الصباح متعب

بوتسدام

في بوتسدام أستكشف أول الخريف
أفكر بالقصور ومن سكنوها
ماذا كانوا يفعلون؟
ما الذي نفعله نحن في حدائقهم القديمة؟
أفكر بالبطاقات البريدية،
سأرسلها غدا
أفكر بالهدايا الشخصية،
هل أجدها؟
أفكر بالصعب
بي شوق للبيت
وبي حيرة في هذه المدن التي تشبهني وتناكف فضولي
بي مس لا يصيب إلا من أكثروا السفر مثلي
بي وجع محبب لمعرفتي أن كل هذا السحر سيذوب لحظة صعودي الطائرة
بي أمنية واحدة سأحفظها في القلب لمن يستحق
بي مس
جنون
وحب

برلين

في برلين
كثيرون يشربون البيرة بنهم
أقابل عاشقا قديما
كثيرون سكارى
عربي يرقص في المترو
ويحاول تخمين هويتي
أغفل عن محطة (الأوبان) بقرب البيت
أنتظر 15 دقيقة أخرى
أشرب النبيذ في وقت خاطئ
دمي يخترق بنطالي